بعنوان ” هجرة الأنبياء والصالحين في ءايات الذكر الحكيم ” بعد الحمدلة والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى الصحابة والتابعين نقول وبالله التوفيق : المتأمل في السور والآيات القرءانية يجد أن شأن الهجرة شأن عظيم فهي سنة الأنبياء والمرسلين ووصية ربنا لعباده الصالحين كما قال في كتابه الكريم (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة) فما أعظم الهجرة لأجل الدين والتضحية بالغالي والنفيس كما فعل أبو الأنبياء الأواه الحليم سيدنا إبراهيم (وقال إني مهاجر إلى ربي) فكانت هجرته العظيمة من بلاد العراق الى بلاد الشام ثم الى بلاد النيل مصر ثم الى مكة المكرمة ثم استكمل من بعده المسيرة النبي المصطفى الأمين من مكة إلى المدينة
وليس هذا هو النموذج الوحيد لأولياء الله وأنبيائه فمن ذلك أيضا هجرة نبي الله يعقوب عليه السلام وبنيه من فلسطين الى مصر حينما كان نبي الله يوسف عليه السلام وزيرا على خزائنها فسطر لنا القرءان الكريم تلك اللحظة في محكم التنزيل:(ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين)
وكذلك هجرة كليم الله موسى عليه السلام من مصر الى مدين ثم بعدها هربا مع قومه من فرعون وملأه
وكذلك هجرة الأوئل المسلمين إلى أرض الحبشة كما حكى القرءان الكريم في قوله تعالى( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )
وهكذا لو تتبعنا هجرة الأنبياء والصالحين لوجدناها كانت لأغراض كثيرة فأصبحت منهج حياة لطلب الرزق أو لطلب العلم أو لطب الأمن أو لطلب الإيمان أو غير ذلك.
فالهجرة كانت ولا تزال من مكان إلى مكان ومن حال إلى حال ؛ من الجهل إلى العلم ومن المعصية إلى الطاعة ومن الظلمات إلى النور فاللهم اكتب لنا هجرة تنقلنا بها من الظلم إلى العدل ومن الضعف إلى القوة ومن الضيق إلى السعة ومن الفقر إلى الغنى ومن الفرقة إلى الوحدة ومن الشك إلى اليقين ببركة ءامين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
كتبه:
أحمد عصام التمادي
أستاذ القراءات وعلوم القرءان
بالأزهر الشريف
Tidak ada komentar:
Posting Komentar